ما هي الذبحة الصدرية؟

الذبحة الصدرية هي نوع من الألم في الصدر والذي ينتج من قلة تدفق الدم الى القلب. نقص تدفق الدم الى القلب يعني أن عضلة القلب لا تحصل على القدر الكافي من الأكسجين.

أنواع الذبحة الصدرية

الذبحة الصدرية المستقرة هي أكثر أنواع الذبحات شيوعا. هذا النوع هو الذي يحدث مع المجهود البدني أو الضغوط العصبية النفسية أو العاطفية.

الذبحة الصدرية غير المستقرة هي نوع أخر من الذبحات الصدرية. تحدث بشكل مفاجئ وتزداد سوء مع مرور الوقت. في النهاية قد تؤدي الى حدوث جلطات في القلب أو أزمات قلبية.

على الرغم من أن الذبحة الصدرية المستقرة تكون أقل خطورة من الذبحة الصدرية غير المستقرة إلا أنها يمكن أن تكون مؤلمة وغير مريحة. كلا النوعين من الذبحات عادة ما يكون علامة من علامات حالة مرضية أساسية في القلب لذا فهو من المهم للغاية اللجوء للطبيب في أقرب وقت ممكن بمجرد ظهور الأعراض.

الذبحة الصدرية هي شكل يمكن التنبؤ به من الألم في الصدر. يمكنك دائما تتبع شكل الألم بناء على ما كنت تفعله عندما أحسست بالألم في الصدر. تتبع الذبحة الصدرية يمكن أن يساعد في التعامل مع الأعراض بشكل أكثر سهولة.

أسباب الذبحة الصدرية

الذبحة الصدرية تحدث عندما لا تتلقى عضلة القلب القدر الكافي لها من الأكسجين الذي تكون بحاجة له لكي تؤدي وظيفتها بشكل سليم. القلب يعمل بشكل أكبر عند ممارسة التمرينات الرياضية أو عند التعرض للضغوط النفسية العصبية أو العاطفية.

بعض العوامل المحددة مثل ضيق الشرايين يمكن أن يمنع القلب من الحصول على مزيد من الأكسجين. الشرايين يمكن أن تصاب بالضيق نتيجة تجمع وتكون الترسيبات المكونة من الدهون والكوليسترول والكالسيوم وبعض المواد الأخرى في داخل الشريان وعلى جدرانه الداخلية. الجلطات الدموية يمكنها أيضا التسبب في انسداد الشرايين وتقليل تدفق الدماء الغنية بالأكسجين الى عضلة القلب.

أعراض الذبحة الصدرية

الإحساس المؤلم الذي يحدث أثناء نوبة الذبحة الصدرية غالبا ما يتم وصفه على أنه ضغط أو امتلاء في مركز ومنتصف الصدر. الألم يمكن الإحساس به مثل العصر العكسي للصدر أو مثل وجود حمل ثقيل على الصدر. الألم قد ينتشر من الصدر الى الرقبة والذراعين والكتفين.

أثناء نوبة الذبحة الصدرية يمكن أيضا المعاناة من:

  • حدوث قصور في عملية التنفس.
  • الغثيان.
  • التعب والاجهاد.
  • الدوخة والدوار.
  • العرق الغزير.
  • القلق والاضطراب.

الذبحة الصدرية عادة ما تحدث بعد قيامك بإجهاد نفسك بدنيا بشكل كبير. الأعراض تميل لأن تكون مؤقتة وتستمر لنحو خمسة عشر دقيقة في معظم الحالات. هذا يكون مختلفا عن الذبحة الصدرية الغير مستقرة والتي قد يكون فيها اللم مستمرا وأكثر شدة.

يمكن حدوث نوبات من الذبحات الصدرية في أي وقت من اليوم. لكن مع ذلك يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالذبحات الصدرية أثناء فترة النهار.

ما هي العوامل المساعدة على الإصابة بالذبحة الصدرية؟

العوامل المساعدة على الإصابة بالذبحة الصدرية تشمل:

  • الوزن الزائد.
  • وجود تاريخ مرضي لأمراض القلب.
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بمرض السكر.
  • التدخين.
  • عدم ممارسة التمرينات الرياضية.

الوجبات الكبيرة والمجهود البدني العنيف والطقس المتطرف سواء بالبرودة أو الحرارة من العوامل التي يمكن أيضا أن تحفز حدوث الذبحة الصدرية في بعض الحالات.

كيفية تشخيص الذبحة الصدرية

سوف يقوم الطبيب بالسؤال عن تاريخك المرضي والقيام ببعض الفحوصات لتشخيص الذبحة الصدرية. الفحوصات يمكن أن تشمل:

  • الرسم الكهربائي للقلب ويتم فيه قياس النشاط الكهربائي للقلب وتقييم انتظام ضربات القلب.
  • الأشعة المقطعية بالصبغة على الشرايين التاجية وهي نوع من أنواع الفحوص التشخيصية والتي تسمح للطبيب المعالج برؤية الشرايين التاجية وقياس تدفق الدم الى القلب.
  • موجات صوتية على القلب للاطمئنان على عضلة كفاءة عضلة القلب.

هذه الفحوصات يمكنها تحديد مدى كفاءة القلب في القيام بوظيفته بشكل سليم وإن كان هناك أية شرايين مسدودة.

قد تكون أيضا بحاجة الى فحص الإجهاد والذي يمكن القيام به عن طريق:

  • رسم قلب كهربائي بالمجهود.
  • موجات صوتية على القلب بالمجهود الدوائي.
  • مسح ذري على عضلة القلب.

 خلال هذا الفحص يقوم الطبيب المعالج بمراقبة انتظام ضربات القلب والتنفس أثناء ممارسة التمرينات الرياضية. هذا النوع من الفحوصات يمكن من خلاله تحديد إن كانت الأنشطة البدنية تحفز الأعراض.

في بعض الحالات قد يقوم الطبيب بطلب بعض تحاليل الدم لقياس مستوى الكوليسترول في الدم وبعض أنواع البروتينات. المستويات المرتفعة لبعض أنواع البروتينات في الدم يمكن ان تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب.

كيفية علاج الذبحة الصدرية

علاج الذبحة الصدرية يتضمن التغييرات في نمط وأسلوب الحياة والأدوية أو أيضا عن طريق العلاج التداخلي. عادة ما يمكن توقع توقيت حدوث الألم لذلك يكون لتقليل المجهود البدني دور في التعامل مع الألم في الصدر. قم بمناقشة النشاط البدني الروتيني لك والنظام الغذائي المعتاد مع الطبيب لتحديد كيفية ضبط نمط وأسلوب الحياة بشكل آمن.

  • نمط وأسلوب الحياة:

بعض التعديلات على نمط وأسلوب الحياة   يمكن أن تساعد في الوقاية من حدوث نوبات لاحقة من الذبحة الصدرية. هذه التغييرات قد تشمل الانتظام في ممارسة التمرينات الرياضية بشكل منتظم واتباع نظام غذائي صحي غني بالحبوب الكاملة والفواكه والخضروات. يجب أيضا التوقف عن التدخين في حال كونك مدخن.

هذه العادات يمكن أيضا ان تقلل من فرص الإصابة بالمراض المزمنة مثل مرض السكر وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم. هذه الحالات المرضية يمكنها ان تؤثر في الذبحة الصدرية وقد تؤدي في النهاية الى أمراض القلب.

  • تعاطي بعض أنواع الأدوية:

الأدوية ومنها النيتروجلسرين تخفف الألم الناتج عن الذبحة الصدرية بفاعلية. سوف يقوم الطبيب المعالج بوصف الجرعة المطلوب تعاطيها من النيتروجلسرين عند حدوث نوبة الذبحة الصدرية.

قد تكون بحاجة الى تعاطي نوع أخر من الأدوية لعلاج الحالة المرضية الرئيسية التي تساهم في حدوث الذبحة الصدرية مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم أو مرض السكر. قم بإخبار الطبيب المعالج في حالة معاناتك من أي حالة مرضية من هذه الحالات. الطبيب المعالج قد يقوم بوصف بعض الأدوية المعينة والتي يمكن أن تساعد في تثبيت ضغط الدم ومستوى الكوليسترول في الدم ومستويات السكر في الدم. ذلك سوف يقلل من فرص التعرض لنوبات لاحقة من الذبحة الصدرية.

الطبيب المعالج قد يقوم أيضا بوصف بعض الأدوية التي تزيد من سيولة الدم لمنع تجلط الدم وهو أحد العوامل المساهمة في حدوث الذبحة الصدرية.

  • العلاج التداخلي لعلاج الذبحة الصدرية:

يتم غالبا وفي معظم الحالات عن طريق إجراء قسطرة تشخيصية لتحديد أماكن الانسداد والضيق بالشرايين التاجية ثم قسطرة علاجية (في نفس الوقت) لعلاج الذبحة الصدرية. خلال هذا الإجراء يقم استشاري القلب والقسطرة المعالج بوضع بالون صغير داخل الشريان. هذا البالون يتم نفخه لتوسعة الشريان ثم يتم بعدها ادخال دعامة. الدعامة يتم وضعها بشكل دائم داخل الشريان للمحافظة على بقاء الشريان مفتوحا.

في بعض الأحيان الشرايين المسدودة قد تكون بحاجة لإصلاح جراحي للوقاية من حدوث الألم في الصدر. عملية القلب المفتوح قد يتم القيام بها للقيام بعملية تحويل مسار الشريان التاجي. هذه العملية قد تكون أمرا ضروريا بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض الشرايين التاجية.

ما هي التوقعات على المدى الطويل للأشخاص المصابين بالذبحة الصدرية؟

التوقعات بالنسبة للأشخاص المصابين بالذبحة الصدرية بشكل عام تكون جيدة. الحالة غالبا ما تتحسن مع استخدام الأدوية. القيام ببعض التغييرات المحددة في نمط وأسلوب الحياة يمكن أيضا أن تمنع زيادة سوء الأعراض. ذلك قد يشمل:

  • المحافظة على وزن صحي.
  • ممارسة التمرينات الرياضية بشكل منتظم.
  • التوقف عن أو تجنب التدخين.
  • الالتزام بنظام غذائي صحي غني بالحبوب الكاملة والخضروات والفواكه.

قد تستمر في حالة صراع مع الألم في الصدر في حالة عدم القدرة على الانتقال الى نمط حياة أكثر صحية. كما قد تزيد أيضا فرص الإصابة بمشاكل أو أمراض أخرى في القلب. المضاعفات الممكنة للذبحة الصدرية تشمل الأزمات القلبية أو جلطات القلب أو الموت المفاجئ نتيجة اضطراب ضربات القلب والذبحة الصدرية غير المستقرة. هذه المضاعفات قد تحدث في حالة ترك الذبحة الصدرية بدون علاج.

من المهم للغاية اللجوء للطبيب في أقرب وقت ممكن عند ظهور والمعاناة من أي عرض من أعراض الذبحة الصدرية.